samedi 12 avril 2014

ارتباك العلاقة الحميمة بين الزوجين يعكر صفو الحياة

مشكلات العلاقة الجنسية التي لا تزال المصارحة حولها أمرا معقدا، فالكثيرون ينظرون لهذه المشكلات نظرة عين طائر، يحلق بعيدا عن حلها أو حتى التصالح معها، فنجد الرجل أو المرأة، يتألم كل منهما ألما شديدا من فقدانه الصحة أو المتعة الجنسية ومع ذلك يستحي من مراجعة طبيب أو مُعالج متخصص تحت وطأة العيب أو الحرج أو الخوف من افتضاح أمره أو عدم قدرته على الاعتراف بالمشكلة واعتبارها لصيقة بالذات، فمعظم الرجال يعتقدون أن المشكلة الجنسية تنتقص من رجولتهم وتقلل من شأنهم، خصوصا الذين يقصرون مهارتهم وقدراتهم وتميزهم على القدرة  و الأداء الجنسي ويستمدون منه ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذاتهم وتفاخرهم فيما بينهم
ارتباك العلاقة الحميمة بين الزوجين يعكر صفو الحياة Confusion intimacy between the couple disturbs life

كوارث عدم مواجهة المشكلة
تقول المعالجة النفسية الدكتورة رضوى فرغلي "يظل الألم النفسي والمعاناة الجنسية مثل جناحي طائر يحملان صاحب المشكلة إلى مساحة معتمة وحياة سرية لا يعلم عنها أحد شيئاً، ومع مرور الوقت وعدم مواجهة المشكلة، تنشأ مشكلات أخرى ملتوية أكثر تهديدا لعلاقته مع ذاته وشريك حياته، منها

أولا: تتسبب المشكلات الجنسية في تعكير صفو الحياة بين الشريكين وزيادة الخلافات الزوجية لأن الطرفين غير قادرين على مواجهة وحل المشكلة الأساسية وبالتالي يحدث لها انزياح على أمور حياتية أخرى، فمثلا ينشأ خلاف على تفاصيل يومية مثل الأكل وزيارة الأهل وتدريس الأولاد والأمور المادية وغيرها من الأمور لا تكون هي في ذاتها سبب الخلاف وإنما تنفيس عن المشكلة الأصلية نظراً لأن أحد الطرفين (أو كليهما) مشحون ومتوتر نفسيا وغير مرتوِ جسديا وعاطفيا ما يجعله يصطاد أخطاء للطرف الآخر، فهو غير محتمل له، وأحيانا تصل الحياة بينهما إلى طريق مسدود وطلاق نفسي أو رسمي

ثانيا: الشخص الذي يعاني مشكلات جنسية دون مواجهتها أكثر عرضة للتوتر والقلق واضطرابات النوم والعصبية والمزاج الاكتئابي. كما يعاني مشكلات مهنية وواقعية كثيرة نتيجة لعدم انسجامه مع نفسه

ثالثا: أحيانا يصاب البعض بالهوس الجنسي كنوع من التعويض النفسي والبقاء دائما على حافة الجنس، فنجد الشخص لا يكف عن إلقاء وتبادل النكات الجنسية، أو تأويل كل كبيرة وصغيرة وتفسير كل شيء تفسيرا جنسياً، أو إدمان المواقع الإباحية والشات، والتلصص وغير ذلك من السلوكيات التي تعكس عدم الإشباع الجنسي

رابعا: قد يلجأ البعض إلى الاستمناء أو الجنس الشفهي أو الجنس عبر التلفون أو العلاقات العابرة، أو استعمال المنشطات الجنسية بطريقة خاطئة، وغيرها من البدائل الجنسية، وهو ما يفسد الحياة الزوجية غالباً ويتسبب في مشكلات أسرية كثيرة لأن الزوجة لا تتقبل مثل هذا الوضع بسهولة

المصارحة واجبة
وتعلق الدكتورة رضوى: إن كل ما يخص الجسد ورغباته هو من الأسرار التي لا يجب اجتماعيا وأخلاقيا البوح بها لذا تبقى قابعة هناك في ركن قصي من النفس، نتحدث عنها بخجل ونعاني بسببها في صمت جارح، ولا نكتشف لماذا نحن محبطين إلى هذا الحد، مستنفرين وعدائيين مع شركائنا، تسيطر علينا الهواجس والأفكار السلبية، تنال منا الأمراض مجهولة السبب؟! إنه الإحباط الجسدي، وتحول أجسامنا إلى آلة فقط

وتضيف : هناك فارق كبير بين الجسد الذي لا يتعدى القشرة الخارجية، حين نتعامل مع المارة والزملاء والأشخاص الهامشيين بالنسبة لنا فهو في هذه الحالة جسد معطل لا يؤدي وظيفته الحقيقية
أما الجسد بوصفه جزءا منا نتورط به ومن خلاله في علاقة وطيدة مع أشخاص تربطنا بهم علاقة روحية، فهو جسد فاعل له لغته وطرقه الخاصة في التواصل، تتعطل في حضوره كل وسائل التواصل الأخرى مع هذا الآخر الحميم
فالجنس في نهاية المطاف هو علاقة بين جسدين، فإذا اضطربت أو أصبحت غير مشبعة لأحد الشريكين، تحولت إلى علاقة ناقصة، حتى وإن كانت متناغمة في باقي جوانبها ستظل مثل وجه جميل فقد أحد عينيه، بالطبع لا يؤثر هذا النقص الجسدي على العلاقة بالشريك فقط، بل على العلاقة بالذات أيضا، لأننا نستمد صورتنا عن الذات ورضانا عنها من تلقي الآخر لها ومن الرسائل الضمنية والمباشرة التي تصلنا منه، فإذا كانت المرأة أو الرجل يشعر بأنه غير مقبول جسديا لدى شريكه، فإن ذلك قد يصيبه بالخيبة والإحباط وربما محاولة الإنكار وعدم الاهتمام بالأمر كما في حالة نموذج الزوجة، ما يجعل الحياة أكثر صعوبة لأن الطرف الآخر غير مكترث ولا يسعى للتغيير الإيجابي

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More